اشخاص وحكايات..

اشخاص ضحوا بحياتهم من اجلنا...حكاياتهم تروي لنا بطولاتهم..نسردها لكم

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 1 ديسمبر 2011

في رحيل المناضل الوطني والشيوعي الكبير راغب حمدان البرغوثي- ابو المنذر-


في رحيل المناضل الوطني والشيوعي الكبير راغب حمدان البرغوثي- ابو المنذر-

كلمة تأبين حزبنا في رحيل المناضل الوطني والشيوعي الكبير
راغب حمدان البرغوثي ابو المنذر -
ينعى حزب الشعب الفلسطيني بمزيد من الحزن والأسى المناضل الوطني والشيوعي الكبير - راغب حمدان البرغوثي- ابو المنذر- الذي غادرنا يوم أمس الثلاثاء 2/8/2011 في مسقط رأسه قرية كوبر عن عمر يناهز الـــ 82 عاما أمضاها مناضلاً ومكافحاً في خدمة قضايا شعبه من اجل إنهاء الاحتلال واقامة الدولة الوطنية المستقلة وضمان حق العودة.

امضى فقيدنا الكبير سنوات عمره مدافعاً عن اهداف شعبه في التحرر والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وانحاز منذ مطلع حياته وانبرى مدافعا عن مصالح الجماهير الكادحة ورفع راية الكفاح معبراً عن مصالحها وقاده حسه الوطني والاجتماعي ليكون واحدا من الرواد لحزب الشيوعيين الفلسطينيين في منطقته وفي عموم الوطن الفلسطيني.

كان عطاء – ابو المنذر- وتضحياته كبيرة وبلا حدود لكن حياته كانت صعبة وشاقة منذ نعومة اظفاره. فعندما كان في العاشرة من عمره في العام 1939 اعدم الانكليز والده لانه قاوم استعمارهم لفلسطين. وتم دفنه في مدينة القدس. وفي الثانية عشرة من عمره التحق بمدرسة بيرزيت التي كان يسير اليها ويعود منها كل يوم، وحافياً في بعض الاحيان.

وعلى الرغم من تفوقه في الدراسة الا ان شظف العيش والحاجة دفعته الى ترك مقاعد الدراسة وهو لا يزال في السابعة عشرة من عمره، وللبحث عم عمل لإعالة اسرته. وتنقل بين قرى دير ابو مشعل وقبيه وشقبا وبيت نبالا لكسب لقمة العيش. وبعد نكبة فلسطين في العام 1948 التحق فقيدنا ابو المنذر بالحزب الشيوعي عن طريق رفيق دربه سليمان النجاب وحافظ على انتمائه لصفوف الشيوعيين حتى وفاته.

وفي السنوات اللاحقه واصل ابو المنذر نضاله على جبهتين متلازمتين نصرة شعبه وانتزاع رغيف الخبز لأسرته وأولاده، وخاض طريقاً سياسية ومعيشية صعبتين ودفع ثمناً غالياً في السجون والإقامة الاجبارية والاختفاء  وكذلك في الغربة الاضطرارية التي قادته الى العراق حيث اعتقل هناك في مطلع الخمسينات لأنه دافع عن جمال عبد الناصر.

في العام 1959 اقترن ابو المنذر برفيقة عمره ام المنذر وبعدها اوفده الحزب الى سوريا للتدرب على السلاح وبعد عودته تعرض للإعتقال عدة مرات ولمدد متفاوتة.

في العام 1966 غادر فقيدنا الراحل مرة اخرى الى سوريا ولبنان وداهمته حرب حزيران 1967 وهو في بيروت، لكنه عاد واصر على العودة متسللاً ، ليعيد لم شمله مع أبناء شعبه ومع عائلته وأولاده.

خاض راغب البرغوثي نضالاً عنيداً ضد الاحتلال الاسرائيلي وكان من القادة البارزين في الجبهة الوطنية الفلسطينية وتعرض للاعتقال الاداري لمدة 3 سنوات وللإقامة الاجبارية لسنوات اخرى. لكن قمع الجلاد لم يهزم ارادته الصلبة التي تأسست على تاريخ طويل من المعاناة والتضحية.

والى جانب السياسي والمناضل والعامل كان فقيدنا الراحل شاعراً وزجالاً شعبياً كتب العديد من القصائد والزجليات الشعبية الملتزمة التي خاطبت قلوب الجماهير وعبأتها بحب الوطن وبالإخلاص لقضاياه.

ان مجمل مسيرة ابو المنذر تقدم انموذجاً لمناضل آثر حب الوطن على حب الذات، ولإنسان لم تتوقف حياته النضالية الا مع توقف خفقات قلبه، ولقائد ترك لنا مع رفاقه الآخرين الكثير من الزاد الذي سيمكننا من السير على خطاهم.

ولا شك ان جيل ابو المنذر، هذا الجيل من المناضلين الذين حفروا حياتهم في صخر وتراب هذا الوطن هو جيل عصي على الموت. هو جيل لن تقاس مسيرته بعدد السنوات وانما بما قدمه ويقدمه من اسهام والهام للأجيال القادمة.

نتقدم من زوجة فقيدنا ام المنذر ومن انجاله الدكتورة انشاد والمهندس منذر وعبد الناصر والدكتور عدوان والمهندس ثائر وحازم ومعين ، ومن اخوانه حسني وحسن وفاطمة وابنائهم وعائلاتهم،  ومن آل البرغوثي واهالي كوبر ومن ابناء شعبنا بأحر التعازي.
3/8/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق